مشاكل الشباب السوري في عرض مسرحي

  • «الازدحام، قلّة فرص العمل، المخدرات، التمييز بين الذكر والأنثى، الفقر وتدهور البيئة»… بكلمات سريعة ومتتابعة تطرح رنا خلف العديد من القضايا التي يعاني منها الشباب السوري تحديداً كما تقول، على مسرح المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق، لتصل أخيراً إلى سؤال «شو فينا نعمل؟!».

    ثلاثة شبان يرقصون بحرية تحت الضوء على أنغام أغنية «العالم لنا» (The world is mine) وفي الظل فتاة وحيدة تتحرك بخجل. بهذا المشهد تبدأ اللوحة الأولى من المسرحية وتتحدث عن أم فوزي التي أجبرها والدها على ترك المدرسة وهي في الرابعة عشرة من عمرها وزوّجها من رجل رغماً عنها.

    اللوحة الثانية بطلها فارس «حشّاش» في مملكة كليوبترا يحصل في النهاية على مفتاح المملكة، بينما تغط الملكة وحاشيتها في «الزهزهة»، أما آخر اللوحات فتتحدث عن الاحتباس الحراري الذي يبدأ من «البصق في الشارع إلى الميكرويف والبرّاد والسيارات …».

    «شو فينا نعمل» هو عنوان العرض المسرحي الذي نظمته «شبكة تثقيف الأقران الشباب» في دمشق (YPEER) بعد دورة في تقنيات المسرح التفاعلي استمرت خمسة أيام.

    من متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري والجمعية السورية لتنظيم الأسرة وكشاف سورية تم اختيار 12 متدرباً ومتدربة للمشاركة بعمل مسرحي متكامل يؤلّفونه ويخرجونه، ويمثّلونه.

    عبد العزيز الدريد وهو طالب في كلية الكيمياء، شارك في العرض لأنه يحب المسرح ويجد فيه «طريقة ممتعة لإيصال الأفكار المختلفة وتسليط الضوء على أفكار جديدة وربما تصحيح أخرى خاطئة».

    أما علاء الدين عطية فيأمل بأن يخرج تجربته في المسرح التفاعلي إلى الشارع وتحديداً إلى منطقته «الحجر الأسود» وهي من عشوائيات ريف دمشق «لأمرر الأفكار التوعوية والمعلومات بطريقة ملفتة ومثيرة للاهتمام» كما يشير.

    عن اختيار القضايا تحدّثت رؤى الطويل مدرّبة ومنسقة المشروع لـ «الحياة» قائلة: «تدربنا خلال أيام الورشة على تقنيات المسرح من خلال الألعاب المسرحية، وناقشنا العديد من قضايا التنمية المستدامة حتى خرجت كل مجموعة بالقضية التي تريد أن تطرحها».

    كما تم خلال الورشة جمع المتدربين مع ناشطين تمكنوا من إحداث تغيير في مجتمعهم «ليشاركوهم تجربتهم ويحفّزوهم ليهتّموا أكثر بقضايا مجتمعهم ويشاركوا فيها» كما أضافت الطويل.

    ساعة واحدة كانت كافية للممثلين لعرض قضاياهم، لكنها لم تكف الجمهور لمناقشتها، لساعتين ونصف الساعة بقي المسرح مشغولاً بالحوار وبالإجابة عن أسئلة «كيف نستطيع كأشخاص أن نكسر مفاهيم الجندر، وكيف نساهم في مواجهة الاحتباس الحراري والتوعية بأضرار المخدرات»؟

    هذه السنة بلغ عمر تجربة المسرح التفاعلي الشبابي في سورية ثلاثة سنوات، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اختيار فئة محددة للمشاركة وهي من الجمعيات المدنية في سورية، وذلك لأن «المتطوعين يملكون أدوات إضافية للتغير في المجتمع خلال منظماتهم» كما أشارت الطويل.

    تشكلت شبكة الـ YPEER بمبادرة من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA عام 2000، وفي سورية بدأت العمل في شكل رسمي السنة الماضية برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان.

    وتهدف الشبكة إلى «إيصال الرسائل التنموية بطريقة مبتكرة ورفع ثقة الشباب بأنفسهم ليؤمنوا بقدرتهم على المشاركة في المجتمع» كما قالت ممثلة الشبكة في سورية دينا جعفري.

    وتتكون شبكة تثقيف الأقران من منظمات غير حكومية، وهي موجودة في أكثر من 40 دولة.

زينة ارحيم…..صحيفة الحياة

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/141015

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.