وجه الشهيدة ليس عورة..صوّروني

إذا نالت مني قطعة حديد ما، لا تقّيدوا وجهي ضد مجهول بتهمة العورة، أريد وجهي كما جسدي حاضرين مع اسمي، أريد فيديو DH مُصّوراً بيد ثابتة لا تمر مسرعةً على ملامحي (وإن كانت مشوّهة)، وإنما تتأنى بتصوير رحيلها..نظّفوا وجهي من آثار الوجع، وصوّروا ما بقي منه من سلام، أريد لقطة قريبة تتوّقف لأكثر من خمس ثوان على وجهي قبل أن تنتقل للقطة متوسطة مع أكتافي وكامل شعري غير المُغطّى ثم لقطة العامة..
لا تصوّروا الفيديو على عجل لفض العتب، أريده جميلاً ومتقناً وأعرف مهما كان موتي بشعاً سأبقى جميلةً كما كل الشهداء، ولا تذكروا اسم “مُحرمي” بتوثيق اسمي الصوتي، أنا زينة فقط ولدت وسأستشهد كذلك، لست مُرفقةً بأحد..وإن كان ولا بد من ربطي برجل ما، فاذكروا أن لي خالاً فخوراً ما كنت لأكون لولا وجوده بحياتي واسمه معن سيد عيسى (على سبيل التغشيش .
لا أكترث لعدد مشاهدات الفيديو ولا يُهمني أن أُنسى وأعرف أنني سأُنسى، لكنني أريد لتلك الناشطة الشابة المُتحمّسة الجالسة على مكتبها في الغد أن تجد مادة بصرية عندما تبحث عن “شهيدات الثورة السورية”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.