على الحدود مع لبنان .. قصص وخوف وحشود من اللاجئين

قلقة على أهلها الذين دفنوا أحياء في ملجأ, وعالقون بسبب الـ250 دولار تكلفة الوصول إلى سورية

استمر تدفق النازحين من الأراضي اللبنانية أمس الأحد حتى ساعات الصباح الأولى دون توقف غير أن أعداد الوافدين بلغت ذروتها في فترة الظهيرة والمساء،

ورغم تباين جنسياتهم الجلي من دنمركية و لبنانية وسورية وفلسطينية و خليجية و صومالية … جمعهم هدف واحد هو الهروب من سيل القذائف الإسرائيلية التي اتفق الجميع على أنها كانت الأكثف والأشد منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

جاؤوا تحت القصف المتواصل من مختلف المناطق اللبنانية، صيدا و البقاع وصور وطرابلس … بين سائحين يلعنون الساعة التي قرروا فيها قضاء صيفهم في لبنان, وعمال قطعت أرزاقهم وتقطعت بهم الأسباب على الحدود, وقاطنين تمسكوا ببيتهم حتى الرمق الأخير إلا أن جفت دموع أطفالهم المرتعبة وفقدوا كل الخيارات.

جمعت الحدود اللبنانية بين المصنع وجديدة يابوس أمس عالما بين قوسيها, مآسي ومواجع, دموع وابتسامات, صرخات النساء وبكاء الأطفال وصمت العيون التي لم تفق من الصدمة بعد.

العم أبو محمود ,وهو سوري ولبناني الجنسية كما يصف نفسه, قال لسيريانيوز: ” لا أعرف كيف أصف و لن يكفي وصفي مهما أخبرتك .. تركت البقاع التي أصبحت خرقة بالية أضنتها الشقوق والإصابات فتحولت إلى مدينة للأشباح، خرجت تحت جنح القصف إلى شتورة وكانت قوات البؤس كلها تعمل هناك، نازحين لا يملكون إلا ثيابهم وسعيد الحظ من خبأ بطاقته الشخصية في جيب بيجامته قبل خروجه”.

وبعد أن يضرب كفيه ببعضهما مرات عديدة يقول “تخيلي أن أي سيارة لكي تقلك من شتورة إلى الحدود اللبنانية لا ترض بأقل من 200 دولار ومن الحدود اللبنانية حتى السورية 50 دولار, والعالم عالقة بين وطن لا تستطيع العودة إليه وحدود يضاف إلى صعوبة تجاوزها استغلال حاجة الخائفين”.

أما الخالة فاطمة ,التي اضطررت لاجتياز الحاجز التفتيشي للحديث معها لأنها عاجزة عن المرور, فتقول “أنا فلسطينية كنت أعيش في صفد خرجت مع أطفالي منذ الصباح عند اشتداد القصف وأنا على الحدود منذ أكثر من تسع ساعات, لماذا؟! لأنني أخرجت ابني الصغير محمد ونسيت إخراج جواز السفر ولا اعرف ما مصيري”، تركتها و عيونها تلتمع وقد عادت للجلوس إلى جوار أختها وأولادهما الستة الذين تبلغ كبراهم 10 أعوام من عمرها.

طوابير من السيارات التي تعجز عينيك عن رصد آخرها, وعائلات و شباب من مختلف الألسن والألوان يجلسون على الطريق وأطفال يلعبون حتى يهوّنوا على أنفسهم ساعات الانتظار الطوال، اقتربت من سيارة تجلس فيها أم وابنة رضيعة وطفلين في السادسة والخامسة من العمر وقد بدا عليها الاضطراب, علقت الدمعة على طرف جفنها, لم أكد أسألها “كيفك” حتى رفعت السد وسمحت لها بالتدفق وقالت “أنا لبنانية من بير الياس خرجت مع عائلتي من منزلنا الذي طاله القصف, وفي طريقي للخروج وجدت البناء الذي يعيش فيه أهلي على الأرض”, وفي محاولة فاشلة للتخفيف عنها قلت لها عسى أن يكونوا قد خرجوا من البناء قبل قصفه, فشدت على يدي و بصوت مبحوح قالت لي ” ليسوا في المبنى إنهم في الملجأ الذي تحته..لم يموتوا من القصف سوف يموتون من الجوع أو الاختناق”. These pointers will help you pick a woman.

وقبل أن ينتصف الليل قطع التيار الكهربائي وسرى خوف وارتقاب وناظرت كل العيون السماء لترى وهج صاروخ أو دخان انفجار ، ولم تكد تمضي ساعة حتى سمعنا صوت ثلاثة انفجارات وعلت أصوات صراخ النساء وأغلقت الحدود و سكنت كل المتحركات وحصلت بعض الإصابات الناتجة عن التدافع وتولت الفرقة الإسعافية العناية بها. This site will assist you to.

أمل التي ملئ صراخها الأجواء عند القصف البعيد مسافة ليست قليلة عنا، عزت صراخها إلى أن” أولادي في المصنع لا يزالون عالقين على الحدود اللبنانية ” وبدأت تلطم وجهها وتبكي ” راحوا أولادي …راحوا أولادي”.

وشد انتباهي سيارة مليئة بأطفال من مختلف الأعمار, وبينما أوقفها شباب الهلال الأحمر ليطمأنوا على أهلها و يعطوهم بعض الأغراض الضرورية سألت السيدة الجالسة بين الأطفال, لمن كل هؤلاء؟ فقالت أولادي وأولاد أخوتي, أمنوا لي سيارة ووضعوا أولادهم بها وطلبوا مني الذهاب وقالوا لي “نحنا مو مهم سندبر حالنا وأمانتك اعتني بأولادنا “.

ورغم عدم معرفة من تحدثت معهم لجنسيتي إلا أنهم أجمعوا على أن” الضباط على الحدود السورية تعاونوا معنا كثيرا, وكانوا مقدرين لوضعنا, ولكن كل العذاب كان في لبنان و في انتظار أساطيل السيارات على معابر التفتيش”و هتفوا بعد اجتيازهم للحدود عبارات مثل” ما في متل هالبلد وأهله”، و”سوريا وبس”.

زينة ارحيم …سيريانيوز

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=34431

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.