في وقت كانت لجنة التحقيق حول المشاركة البريطانية في غزو العراق تستجوب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، عرض الصحافي جون بيلجر الفائز بـ21 جائزة في الصحافة الاستقصائية وحقوق الإنسان فيلمه الوثائقي «الحرب التي لا تراها» في صالات السينما البريطانية.
«العراقيون خرجوا للترحيب بالأميركيين المحرّرين مشكّلين علامات النصر بأصابعهم في أنحاء العاصمة العراقية»، يقول راجح عمر، مراسل «بي بي سي» في وصفه مشهد «تحرير» بغداد قبل 8 سنوات.
عمر كان واحداً من بين 700 صحافي embedded (مراسل مُرفق بالجيش يخضع لشروط خاصة تحددها وزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون الأميركي) دخلوا مع الجيش إلى العراق.
تتغيّر ملامح عمر عندما يسأله بليجر عن عمله في العراق، ويقول: «لم أقم بواجبي في شكل صحيح»، والسبب كما يوضّحه مذيع أخبار الـ «سي بي إس» دان راذر هو «الخوف من خسارة وظيفتك أو أن توصم بأنك غير وطني».
يضيف راذر: «لو أننا كصحافيين قمنا بعملنا كما يجب وبحثنا وتحققنا بدلاً من الاكتفاء بنقل ما تقول المصادر الرسمية… لما اندلعت حرب على العراق».
البنتاغون الذي يخصص بليون دولار سنوياً للبروباغاندا والإعلان «لديه عقود عمل مع منظّمات إخبارية، يحددّون فيها كيفية تحوير الأخبار وتوجيه الرأي العام إلى حيث يريدون»، يقول ميلفين غودمان المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
الصحافي دايفيد روز الذي نشر مقالاً في صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية عن «أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صدّام» عام 2003، قال لبليجر: «ليس عندي أي عذر، أنا خجل من نفسي، فما اعتقدت أنها حقائق كانت مجرد أكاذيب مُرّرت بواسطتي باستخدام حملة تشويه معلومات مدروسة».
أهمل روز، كما كل الوسائل الإعلامية البريطانية، التأكد مما ينقل إليه، بسؤال رئيس مفتشي الأسلحة التابع للأمم المتحدة في العراق سكوت رويتر الذي قال لصحافيين مستقلين لم تُنشر مقالاتهم: «كل برامج تطوير وصناعة الأسلحة الكيماوية والنووية في العراق دُمّرت بحلول عام 1998»، كما أكدّ رويتر أن «خطر العراق من حيث أسلحة الدمار الشاملة هو لا شيء، صفر».
البروباغاندا الإسرائيلية أغرقت «أسطول الحريّة»
«ربـحـت آلـة الـعـلاقـات الـعـامة الإسـرائيلية المعركة في قضية أســطـول غـزّة»، يقول أنتـوني ليرمان في صحيفة «غارديان»، موضحاً انه «منذ اللحظة التي حطّت فيها القوات الإسرائيلية على سفينة «مرمرة» التـركـية قطـعـت كـل وسـائـل التسجيل والبث… فرغت لهم الساحة الإعلامية لبث ما يشاؤون، وأصبحوا يسيطرون على دلائل ما كان يحدث».
ويبيّن ليرمان أن العلاقات العامة الإسرائيلية «نجحت في جعل روايتها للأحداث هي ما تخبّر به غالبية وسائل الإعلام الدولية، بينما أهملت غالبية التقارير الصحافية ذكر أن كل ما كان في حوزة الناشطين من صور ومقاطع فيديو صودر».
مقالة أخرى في «غارديان» قارنت بين ما قامت به إسرائيل وبين أعمال القراصنة في الصومال، أما صحيفة «فايننشال تايمز» فوصفت نزول الجيش إلى السفينة بأنه «فعل قرصانيّ وقح وشائن».
تعاطف صحيفة «ذا تايمز» مع الجانب الإسرائيلي التي تسـاءلت «لماذا جـرى تعريض القوّات الإسرائيلية للخطر بإنزالهم إلى السفن؟» لم يمنعها من طرح سؤال آخر يتعلق بمدى «حـكمة التصرف الإسرائيلي في استهداف الأتراك، وفي الإساءة إلى سمعتها باستهدافها سفناً تحمل طباشير ملونة للمدارس».
ويلخّص البروفسور غريغ فيلو، الذي أعد مع المجموعة الإعلامية في جامعة «غلاسكو» بحثاً عن التغطية الإعلامية لإسرائيل وفلسطين، ما توصل إليه البحث، قائلاً: «إذا انتقد الصحافيون إسرائيل فهم في ورطة، فحتى على مستوى الكلمات يمكن الصحافي أن يكتب «كالاحتلال»، لكنه لا يجرؤ على كتابة «احتلال عسكري»، وهناك قلق دائم من أن يأتيه التأنيب على انتقاده هذا».
الصحافة فرّغت غضب خسارة بريطانيا… بفوز قطر
منع الكحول والقبل العلنية، إضافة إلى تحريمها العلاقات المثلية، عناوين رئيسة تصدّرت الصحف البريطانية في سياق تغطيتها نتائج تصويت الـ «فيفا» لاستضافة قطر مونديال كأس العالم عام 2022.
في صحيفة «دايلي ميل» وصف ريتشارد ليتل جون قرار الـ «فيفا» بأنه «فضيحة حقيقية»، مؤكداً أنها ستكون «تجربة كئيبة لأنصار اللعبة». أما صحيفة «ذا ميرور» فأكدت أن النفط هو محرّك قرار الـ «فيفا»، إذ «ماذا غيره سيدفع الفيفا إلى وضع كأس العالم في ولاية صغيرة في شبه الجزيرة العربية حيث درجة الحرارة 46».
«الغارديان» نقلت عن أحد قرائها قوله: «لن تصدّق حركة طالبان كم هي محظوظة»، ونيابةً عن «مشجعي كرة القدم والداعمين لتعددية الثقافة والتعددية السياسية، تساءلت الصحيفة: «كم ستكون تجربة المـشجّع الذي سـيقضي شهراً في حرّ قطر الخانق ممتعةً ومكلفةً».
يقول البروفسور جون أوين، مدرّس مادة الإعلام الدولي لطلاب الماجستير في جامعة «سيتي يونيفيرستي» في لندن: «إذا ذهبت مع التعميم، فسأقول إن تغطية الصحافة البريطانية لفوز قطر باستضافة كأس العالم تعكس خيبتها بخسارة انكلترا استضافتها في العام 2018، إذ شكّك الإعلام البريطاني في شكل صريح بكيفية حصول هذه الدولة الصغيرة على امتياز كهذا».
ويرى أوين في حديثه إلى «الحياة» أن أحد أسباب تفريغ «غارديان» صفحتها الأولى لنشر ما جاء في «ويكيليكس» عن قناة «الجزيرة» وقطر كان رد فعل أيضاً على الفوز القطري. وسنقرأ الكثير من القصص المتعلقة بالحياة في قطر ستتناول معدل حقوق الإنسان وحرية التعبير والعمالة الرخيصة والموقف القطري من الديموقراطية في الصحف البريطانية حتى 2022.
تونس… الصحافة البريطانية استيقظت متأخرة
أما «ثورة الياسمين» التونسية التي طبعت نهاية العام 2010 وبداية العام الحالي عربياً، فلم تعرها الصحافة البريطانية الاهتمام اللازم في بداياتها. إذ اقتصرت أخبار الثورة على السياح البريطانيين في تونس وخطابات زين العابدين بن علي وتلميحات الى مخاوف من تكرار السيناريو العراقيّ، مع بعض الأخبار عن التظاهرات «العنيفة» التي شهدتها تونس منذ اندلاع الثورة وحتى سقوط بن علي في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي.
«الغارديان» كانت سبّاقة في تغطية الحدث التونسي في 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أي بعد نحو أسبوعين من إشعال محمد البوعزيزي للثورة. أما صحيفة «ذا دايلي تيلغراف» فنشرت أول أخبارها عن «اضطرابات» تونس في 9 كانون الثاني الماضي، لتلحقها صحيفة «إندبندنت» قبل يومين فقط من هروب بن علي.
«استعانت الصحافة البريطانية بلغةٍ موضوعيةٍ خالية من أيّ موقف في تغطيتها للحدث التونسي قبل سقوط بن علي، حتى أنها استخدمت مصطلح «أعمال الشغب» الذي لا يرقى إلى الثورة السياسية، من دون أن تخفي خوفها من انزلاق تونس إلى الحال العراقية»، يقول إيلي ملكي، معدّ برنامج «سبعة أيام» على قناة «بي بي سي» العربية، والذي ناقش في حلقته الماضية كيفية تغطية صحافة العالم للثورة التونسية. ويلفت إلى ان «الصحف اليسارية واليمينية لم تتخذ خطوطاً متنافرة في شكل ملاحظ كما الفرنسية، إذ كانت خبرية جامدة».
هروب بن علي من تونس أخرج أخبار تونس إلى الصفحات الأولى، وفكّ ربطها مع السيّاح البريطانيين الـ 1800 الذين كانوا موجودين فيها، فشقّت المواقف طريقها إلى المقالات التي بدأت تتناول أحداث تونس تحليلاً ودراسةً، وتمحورت غالبيتها حول احتمال «انتشار عبق الياسمين إلى الديكتاتوريات الأخرى في الشرق الأوسط»، وذلك قبل أن تصل شرارة الثورة إلى الشارع المصري.
وتساءلت «دايلي تيلغراف»: «هل تونس قطعة الدومينو الأولى التي تسقط؟»، مشيرةً إلى أن الأحداث المتسارعة التي أطاحت الرئيس بن علي «فريدة، لكنها أعطت أسباباً جيدة للحذر بين حكام العالم العربي». ولكن الصحيفة استبعدت في الوقت ذاته «ظهور مثل هذا الإجماع في الدول العربية قريباً». «فايننشال تايمز» تحدّثت عن أن هواء تونس بخّر فكرة «الحكومات العربية المستبدة، مع عمودها الفقري في الجيش وجهازها العصبي المركزي في قوات الأمن».
روبرت فيسك كتب عن «الحقيقية الوحشية عن تونس» في صحيفة «الإندبندت»: «هذا الاضطراب الدموي لا يعني بالضرورة تحولاً نحو الديموقراطية، وهو ليس نهايةً لعصر الطغاة في العالم العربي، على رغم أنه أرعبهم».
أسباب عدة ساهمت في تصدّر تونس الصفحات البريطانية، على ما يقول ملكي، «فموضوع سقوط ديكتاتور، ودراسة احتمال امتداد الثورة إلى الدول العربية الأخرى، إضافة إلى غياب أحداث كبيرة، تسرق بريق هذا الحدث من الصحف البريطانية، كما أن الصور والتقارير الاحترافية التي كانت ممنوعة قبل سقوط بن علي أصبحت تظهر الآن بعدما أُعطيت الحرية للصحافيين لتغطية ما يجري».
زينة ارحيم لندن
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/241397
المشكلة يازينة مش اذا الاعلام الغربي منحاز ام لا … المشكلة ليش نحنا منغرق بشبر ماء
اذا كنا لانقرأ ولا ندرس ولا نجتهد ولانبتكر
فلماذا الاستغراب بأن يضحط علينا العالم بشوية علاقات عامة
ياريت … نبحث لماذا العقل العربي محطم وبعدين منشوف اذا منعرف نسبح أم لا
You’ve got it in one. Couldn’t have put it bteter.
بلوهوست…
[…]صحافة غربية «تسقط» في امتحاني «الموضوعية» و«الحياد» « zaina-erhaim[…]…