أخذ ثلاثي «تريو» خوري جمهور كنيسة «ويسلي تشابل» في وسط لندن إلى القدس في جولة بين شوارعها وأزقتها القديمة، في حفلة بعنوان «الشعب يريد» خُصّص ريعها للاجئين السوريين. ويقول إيليا خوري لـ «الحياة»: «نحن لاجئون منذ عقود، ونعرف معنى اللجوء وصعابه، ونشارك الشعب السوري أوجاعه، وبما أن هدف الحفلة إنساني لم نتردد في العزف فيها». ويضيف أخوه أسامة: «نحن أقوياء ونحبّ الحياة وبدلاً من عرض آلام شعبنا بصور قاسية ومشاهد تظهر بشاعة ما يتعرض له، نقدّم ألحاناً وموسيقى فيها من قضيتنا الكثير»، ولهذا بدأ الثلاثي الحفلة بمعزوفة «الكزدورة» الرومنطيقية الحالمة.
كما عزفت الفرقــة مقطـــوعات «مشاعر وطريق» و«ستّي» و «تي تاريم»، ومعزوفة حديثة لم تختر اســماً لها بعد، قدّمتها سابقاً في معهد العالم العربي في باريس، احتفالاً بقبول فلـــسطين عـــضواً في منــظمة «اليونيسكو».
تتألف الفرقة من الإخوة إيليا (عازف العود) وأسامة (عازف قانون) وباسل (عازف كمان)، وقدَّم الثلاثي الكثير من العروض في أوروبا والعالم العربي وأفريقيا.
درس إيليا خوري في اسطنبول مع أساتذة العود والموسيقى الشرقية، وشارك في الكثير من المهرجانات والملتقيات الخاصة بآلة العود. أما باسل الذي دخل عالم الموسيقى الشرقية بعزفه على الطبلة قبل أن يتحول إلى الكمان الشرقي، فقد حصل على ديبلوم من مجلس مدارس الموسيقى الملكية في بريطانيا، وشارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعالمية، ومثّل الأردن في ملتقى آلة الكمان العالمي، وعمل مع قائد الأوركسترا الأرجنتيني – الإسرائيلي دانيال بارنبويم.
أسامة هو الأخ الأصغر وعازف القانون، شارك في الكثير من المهرجانات وفي الملتقى العالمي لآلة القانون ومؤسسة وبرنامج «ميوزيك إن مي»، إضافة إلى مشاركته في جولة لفريق «إيكيوم». يتميز «تريو خوري» بمزاوجة الإيقاعات الشرقية مع الغربية بالانطلاق من مقامات موسيقية معروفة، تطبّق عليها تركيبات إيقاعية من حضارات أخرى، لينتهي الثلاثة ببناء موسيقاهم الفريدة التي لا يغيب عنها النَفَس الشرقي.
ضمّ ألبوم خوري الأخير «بدون رقص» سبع مقطوعات موسيقية، خمسة منها من تأليفهم، إضافة إلى مقطوعة من الموروث الشرقي العثماني لإبراهيم أفندي، وأغنية «يا مسافر وحدك» لعبدالوهاب. وسبق هذا العمل، ألبوم «نوزان – تعليقات على موروث شرقي»، كما ألّفت الفرقة الموسيقى التصويرية للفيلم الصامت «مغامرات الأمير أحمد» بالتعاون مع الموسيقية أغنس بشير.
يقول باسل: «نحن نترك المجال للمستمع ليحيك قصته الخاصة حين يسمع الموسيقى، نعطيه أدوات ليحلّق معنا على المسرح لكننا لا نملي عليه كيف يشعر».
وعن سبب اختيار فرقة خوري لإحياء الحفلة تقول منظّمتها ألفت درويش: «شاهدت الفرقة وأحببت عزفها، وتأثرت بحسها الإنساني العالي، فقررنا استضافتها لتغني لأطفال سورية. واستغرق تنظيم الحفلة خمسة أسابيع من العمل المتواصل، لجمع مبلغ يساعد السوريين، والتخفيف من معاناة الأطفال خصوصاً في موجة الصقيع والجوع».
وتضمنت الحفلة مجموعة أفلام رسوم متحركة عرضتها صفحة «مهرجان سورية الحرّة السينمائي الأول»، وهي «رصاصة» للمخرج خالد عبدالواحد، «قصة سوريّة» لمحمد عمران وداني أبو لوح، و «حريّة» للمخرج فيليب حوراني. إضافة إلى مزاد لقطع من الموزاييك ولوحات فنيّة غلب عليها الطابع والملامح السوريّة.
المادة منشورة في الحياة بتاريخ
29-1-2012
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/355905
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.