-
«أختاه، أنطقها وملء فمي آهٌ يقطّعُ حرُّها كلمي… أختاه، صوتك ما يفارقني يدعو إلى ظلم التراب دمي!». تتعالى الكلمات أمام صوت آلة البايس غيتار (Base Guitar) والدرامز مع التصفيق والتشجيع الذي بدأ منذ أعلن مغني فرقة «جين» شادي علي عن أغنيتهم القادمة «قاتل أخته».
ثمانية أبيات انتقاها شادي، المسؤول عن كلمات أغاني الفرقة، من قصيدة بدر شاكر السيّاب «قاتل أخته»، جاعلاً من بيتَي «ليلى، كفاكِ إلى يدي نظراً ماذا ترينَ سوى الدّم القاني… هذي دماؤكِ فوقها صرختْ: ما كان ذنبي أيها الجاني؟!» لازمة تواظب الفرقة على إعادتها طوال الأغنية، لأن فيها تعبيراً صريحاً بأن «الأخ قتل نفسه كإنسان بقتله أخته»، كما يشير شادي.
شادي علي الموسيقي السوري الذي ذاع صيته في البلاد العربية في السنوات الأخيرة، بعد أعمال جيّدة استخدمها البعض في أفلامهم ومسرحياتهم، شرح لـ «الحياة» سبب اختيار موضوع «جرائم الشرف» لأغنية روك.
وقال: «خط الفرقة هو طرح المواضيع الجرئية المتعلقة بحالة إصلاح والتي تستطيع أن تحدث نهضة، وجرائم الشرف قضية لا يمكن إغفالها، ومن خلال هذه الأغنــية نأمل أن تنفصل كلمة شرف عن الجريمة، وأن نوّثق هذه المرحلة موسيقياً».
ويضيف شادي: «تقديم هذه القضية التي نعاني منها في سورية، للشباب الذي اعتاد أن لا يسمع إلا الغربي لأنه يحب الروك، هو وسيلة لإعلامهم بما يحدث، وترسيخها في ذهنهم عبر كلمات تُغنى بالموسيقى التي يحبّون، وربما سيعطونها وقتاً أكثر من حياتهم ويفعلون شيئاً في سبيل إيقافها».
ألمه الشخصي للمعاملة «الخاصة» التي يتلقّاها المجرم «كبطل» عند قتله لأخته أو زوجته بداعي «الشرف»، دفع شادي للانجذاب لعنوان هذه القصيدة واختيارها لتكون في ألبوم فرقة «جين» الذي سيصدر مع بداية العام 2011.
منذ عامين صُنّفت سورية الخامسة عالمياً والرابعة عربياً في انتشار «جرائم الشرف»، حيث وصل عدد الجرائم المرتكبة على أراضيها بداعي الشرف إلى 300 جريمة، بحسب الحقوقيين.
ولا تقتصر جرائم الشرف على قتل «المشكوك» بأمرها والمغتصبة والهاربة من منزلها، إنما تتعداه إلى قتل من تتزوج شخصاً من طائفة أو دين ثانٍ…الزواج المدني قضية ثانية تطرقت لها فرقة «جين».
قبل سنتين، أطلقت الفرقة ألبومها الأول «جين…جين»، وفيه حيّت الفرقة الشام بأغنية «هنا الشام» التي تتطرق فيها إلى الزواج المختلط بين الطوائف.
«الروك بروغرسيف» (rock progressive) هو النمط الموسيقي المطبوع على الهوية الموسيقية للفرقة التي تقدم نوعاً خاصاً من الروك يعكس أسلوبها، وينبش في التراث لاستخراج قضايا سورية معاصرة.
أما تجربة «جين» مع القصائد العربية الفصحى فبدأت مع أغنية «يا ولدي» للشيخ إمام، التي ألهمت «بنجاحها الكبير الفرقة إلى التوّجه للقصائد التي تحمل موسيقاها معها من خلال الأوزان والبحور وشعر التفعيلة، كما لو أنها كتبت للروك» كما يشير مغني الفرقة.
اسم الفرقة انطلق من هاجس أن تكون جيناً قادراً على إحداث تغيرات إيجابية في المجتمع السوري. أما تأسيس الفرقة فيعود للعام 2005.
وتضم «جين» ستة موسيقيين: هم شادي علي غناء، وعمر حرب على البايس ، حازم العاني على البيانو، أنس عبدالمؤمن ومعن رجب على الغيتار، وسهل زين الدين على الدرامز.
قدمت فرقة «جين» العديد من الحفلات في سورية وخارجها كحفلتها في مدينة كورنويل في بريطانيا عام 2006، وحفلتها في قلعة دمشق بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري لمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
أمـا آخــر مشـاركاتها فهي في «مهرجان دنيزلي الدولي الثاني للغناء والموسيقى» في تركيا، شاركت فيه مع 25 فرقة من مختلف دول العالم.
زينة ارحيم …..صحيفة الحياة
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/154479