لأنو مجتمعنا بشوفِك ”ضلع قاصر“ و ”حرمة“ و حياتك عبارة عن استلام وتسليم بتنتقلي فيها من بنت فلان لمرت علتان وأخيراً أم فلان٫ أديش ما كبرتي وشو ما صرتي بتضلي مسميّة ع اسم حدا ولو كان طالع منك وانتي مربيتيه.
لأنو أغلب نساء عيلتك وحارتك بشوفوا دورك بالحياة تنضفي وتمسحي وتشطفي وتجيبي ولاد وتربيهم لتحافظي على أدوارك المتوارثة وتكوني بنت مرضية وزوجة مطيعة وأم مثالية.
شهادتك تحصيل حاصل لتزيدي مواصفاتك التعبوية وتحصلي فيها على عريس أحسن٫ وبعدها يا بتنصمد ع الحيط يا بتندفن بالدرج. وشغلك تضحية بعيلتك وخروج عن دورك الأبدي والكل بحاول يحسسك بالذنب والتقصير لأنك عمتأنجزي وتحققي ذاتك وتفيدي حالك ومجتمعك وتبني مهنة.
طبيعي طالما الكل بيفترض إنك المسؤولة الأولى والوحيدة عن شغل البيت وعن ولادك ولما بتشتغيلي لمهنتك بصير اسمو ”اضافي“ وفعليا بصير عندك ٣ وظائف بدوام كامل بتشتغليها مع بعض واحد منها فقط ”وهو الإضافي برأي مجتمعك“ هو اللي بأمنلك الاستقرار المادي والاستقلالية وبيسمحلك تاخدي قرارات بالحياة.
وكلما ارتفع مستواكي المهني كلما قلّت فرص إيجاد الشريك اللي ما بيرضا تكوني ند مهنياً أو بمقدار الراتب الشهري.
ت متحررة لأنو الكل بيعطي حاله الحق يتدخل بشو لابسة وما بمر شهر ما بتسمعي فيها إرشادات وأوامر مع زورة أو بلاها ”حطي حجاب٫ شيلي الحجاب٫ خبي شعرك مبين٫ طولي تنورتك٫ ارفعي البروتيل٫ نزلي الكنزة٫ ووسعي الفستان“.
لأنو المسبات ضدّك ”موروث اجتماعي“ فعادي يكون موجود٫ وذِكْر أجزائك الحميمية ع الطالع والنازل ما بيستدعي الانتقاد حتى! وإن غلطتي ولو خطأ نحوي بكتابة بوست فوراً بتصيري ”عاهرة“ و“مع مين نايمة“ و بدهم ”$&^#@” حتى لما بيخطأ الرجال بعيتلك بتوصل المسبّات والتحاشيك لجسمك وأجزائك الحميمية.. ”&٪$ امك ومرتك وأختك“… فأعضائك اللي حاملة شرف العيلة هي مسبتها ومهانتها.
لأنو وجهك عورة على مواقع التواصل الاجتماعي وبتم استبدالك بخاتم بالايد او بوكيه ورد أثناء اعلانات الخطوبة والزواج٫ ولو كنتي لابسة حجاب أو مانطو بالصورة وجهك ما بصير ينحط على الفييس بوك.
لأنو بدك اذن لتحطي صورتك على بروفايلك٫أو تضيفي أصدقائك وأقربائك الشباب٫ وغالبا بتقرري بلا وجعة الراس فمابتضيفهم و بتتحول صورتك من ممثلات أو أعمال فنية وبوسترات الايدين مع خواتم الخطبة ثم الطرحة وأخيرا بتقدري تغيري الصورة كل كم شهر بصور ولادك.
ليش ت متحررة؟ لأنو بطولاتك بتسقط عمدا من كتب التاريخ وحكاياته ولو شو ما عملتي أكبر إطراء بيجكي هو إنك ”إخت رجال“ مع إنو أخواتك الشباب ماشيين الحيط الحيط وانتي اللي اقتحمتي المخاطر واشتغلتي بنقاط اسعافية على الجبهات.
وبينما بيعتبر مجتمعنا اسم الرجل وصف للدلالة علي كلشي ايجابي٫ اسمك ”مرا“ بيستخدم للإدانة والاهانة وتبرير الضعف والعجز.
لأنو من أصغر لأكبر قرارات حياتك الشخصية بسطة مفتوحة بنص السوق٫ الكل بيعطي رأيو الملزم التنفيذ فيها٫ لأنو اذا حبيبتي شب ”وطيتي راس العيلة“ واذا كملتي دراسات عليا ”عنستي“ واذا دراستك بتتطلب جهد جسدي فانتي ”بتسترجلي“ واذا سكنتي لحالك بلا أهلك فأنت ”صايعة“. وهيك اي خطوة بعيدا عن صراط مجتمعك المستقيم هي تهمة لازم تدافعي عن حالك منها.
ليش #ت_متحررة إلَك كمان؟
لأنو المجتمع بحطلك معايير عالية وبحسسك بالنقص إذا ما وصلت مرتبة الكمال فيها كلها! ” إنت القوي٫ وإنت المسؤول٫ انت بس اللي شايل حمل البيت٫ لازم تشتغل٫ لازم تدرس٫ عليك خدمة جيش الالزامية٫ وفوقها بدك تدفع مهر٫ فرش بيت٫تكاليف العرس٫ ملبس وذهب وتوابعه٫ مصروف الولاد وأم الولاد…“.
لأنك مجبور تتحمل أعباء العيلة لحالك٫ وإذا اشتغلت شريكتك لتحملوا هالتعب سوا بتلاقي حالك بموقف دفاع عنها وعنك٫ لأنو الكل بينتظر منك تضل قوي بكل المواقف٫ ممنوع تضعف وتنكسر وتشتكتي وتبكي.
لأنك مطالب تترك دراستك وأحلامك وتشتغل اذا اتوفى ابوك لتصرف على العيلة رغم وجود أختك الدارسة وأمك واللي قادرات على الشغل.
لأنك الرجال ومطلوب منك دايما تكون ”الرجال“.. #ت_متحررة بتحررك إلك كمان.
حملة ت متحررة لنكسر الصورة النمطية عن السوريات والسوريين كمان٫ لنحكي ونكتب ونرسم ونصور السوريات الفاعلات والمؤثرات ونوثق حكاياتهن وقصصهن لما تضيع بالعجأة.
صحفية سوريّة ونسوية٫ أعمل كمستشارة تواصل ومدربة مع عدّة مؤسسات دولية، عملت قبلها مع معهد صحافة السلم والحرب IWPR والبي بي سي وشبكات من أجل التغيير وغيرها. درست الإعلام في جامعة دمشق والترجمة في جامعة التعليم المفتوح بدمشق أيضاً. بدأت عملي الصحفي مع موقع “سيريانيوز” عام ٢٠٠٤ قبل أن انتقل للعمل مع قناة المشرق “الأورينت” منذ تأسيس مكتبهم في دمشق إلى أن أغلقته المخابرات السورية عام ٢٠٠٨. بدأت عندها بالعمل مع جريدة الحياة. عام ٢٠١٠ حصلت على منحة من وزارة الخارجية البريطانية لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة (تشيفنيغ)٫ ودرست الماجستير في مجال الإعلام الدولي (المرئي والمسموع) من جامعة سيتي في لندن، عملت بعدها في تلفزيون بي بي سي العربي لعام٫ قبل أن أعود لسوريا لأدرب أكثر من مئة ناشط وناشطة إعلامية.
Award winning Syrian journalist and feminist, working as a communications expert and trainer with many international NGOs, before, Zaina worked with the Institute for War and Peace Reporting, BBC, Networks for Change and others. Has trained more than 100 media activists on journalism basics and made 2 series of short films about Syrian women, and participated in four books about journalism and women. Zaina was named among the 100 Most Powerful Arab Women 2016 by Arabian Business and Unsung heroes of 2016 by Reuters Thomson. ٍReceived Index on Censorship, Freedom of Expression award in 2016, Press Freedom Prize by Reporters Without Borders and Peter Mackler Award for Ethical and Courageous Journalism in 2015 beside Mustafa Al Husaine award for the best article written by a young journalist.
المقالة السابقة
المقالة التالية