نضال يسافر بسيريانيوز إلى تل أبيب

عربي48 “مواطن درجة أخيرة”و”شوكة في حلق إسرائيل”

يصفهم البعض “بالخونة و العملاء” لأنهم يحملون البطاقة الزرقاء و يعيشون ” برفاهية أكثر ” من أهلهم في الضفة والقطاع ، و يستطرد البعض ” لو لم يكونوا خائنين كيف يعيشون مع الإسرائيليين ويشاركونهم مدارسهم وجامعاتهم وأسواقهم ويتعاملون بالشيكل، وكيف يطيقون النظر إلى هويتهم الزرقاء والنجمات السداسية المرفرفة بين هنا وهناك”.

بينما يعرفهم آخرون بأنهم ” سكان فلسطين الذين لم ينزحلوا عنها عام 48 ولم يهجروا أراضيهم رغم معاناتهم من الاحتلال ، وهم اليوم يسكنون داخل الخط الأخضر ،ويطلق عليهم أحيانا اسم عرب الداخل كما يحملون بطاقة الهوية الزرقاء”الإسرائيلية” والتي لا تنتقص من انتماءهم الفلسطيني الصادق للوطن” .

أما المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس فيرى “أن عرب إسرائيل هم قنبلة موقوتة، وانزلاقهم نحو فلسطنة كاملة حولتهم إلى امتداد للعدو في داخلنا. ومن حيث القدرة، فإنهم طابور خامس ديموغرافي وأمني على حد سواء ويمكنهم تقويض الدولة” كما قال في صحيفة “هآرتس” فيمقابلته مع الصحفي آري شافيت عام 2004 ومن ال1.13 مليون فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل التقيت به.

نضال

في عيونه خلطة فريدة من الغضب والود والتحفز للانقضاض والحذر وأشياء أخرى عجزت عن رصدها ، كان يجلس وحيدا و فوق رأسه غيمة رمادية من دخان سيجارة لا تنطفئ، ينقل نظره ببرود غاضب،تطفلت على حظر التكلم الذي يفرضه حوله وبلامبالاة مصطنعة سألته من أين أنت؟

سؤال كسر الجليد الذي يكون عادة على رأس لساننا أخذ منه تفكيرا وانتظرت أربع تنفيثات سجائر لأحصل على موضوعي كاملا “أنا ..أنا…قلب فلسطيني ينبض بالدم العربي و يضع هوية إسرائيلية في جيبه”،”نضال هو اسمي و أنا مواطن درجة أخيرة و بالحقيقة أنا مش مواطن انا مجرد واحد مش طايقينو و مش طايقهم و لولا وجود القانون الدولي الذي يؤمن لنا القليل من الحماية كانوا خلصوا علينا من زمان”.

“رفض سيدي(أي جدي )أن يغادر أرضه واختار الصمود حتى اللحظة الأخيرة وعندما فرضوا عليه الهوية الإسرائيلية قاوم حتى النهاية ،وقرر أن يبقى شوكة في حلقهم ولو اضطر لحمل هوية زرقاء تعترف بعروبته و ديانته الإسلامية بسطر صغير جانب (القومية)”. This data will allow you to.

هذا من أسباب البقاء أما أسباب الإبقاء فيرى الكاتب حسين راشد نائب رئيس حزب مصر الفتاة وأمين لجنة الإعلام أنها “لإرغام العرب عند محاربتهم أن يحاربوهم بعيدا عن المدن لأن فيها عرب ومسلمون ومسيحيون ، فيكونون بذلك لأنفسهم ملجأ ودرعا يختبئون وراءه ،لعلمهم أننا لن نخاطر بخسارة الأشقاء، والهدف المخبأ هو دس مخابراتهم تحت اسم عرب 48، ليتوغلوا وينتشروا بين الأوطان العربية بشكل يسمح لهم بالاقتراب الذي يرجونه”.

“العربي الجيد هو ليس العربي الميت”

التقسيم الأساسي في اسرائيل يبرز من خلال قانون الطوارئ الذي يطبق على فلسطينيي 48 دون سواهم من السكان اليهود ،وقد تفننت اسرائيل في التقسيمات الفرعية من خلال إيجاد فرز خاص يكرس الفسيفساء الدينية والطائفية فهي تقسم عرب ال48 إلى عربي مسلم و مسيحي، ودروز وبدو وشركس ،وتخص الدروز والبدو بتطبيق قانون الخدمة العسكرية الإلزامية دون غيرهم من العرب.

والعمل الحكومي ممنوع عن العرب ماعدا الدروز الذين أدوا خدمتهم الإلزامية وهي الشرط لدخول المؤسسات الحكومية.

ويرى نضال كما قال لسيريانيوز أن الشباب العربي في اسرائيل منقسم إلى” ضائع بين أصله الذي يجعله مواطنا من الدرجة الأخيرة و بين جواز يسهل حياته و يمنحه فرصا واسعة، و شباب يختلط بالإسرائيلين مرغما في المدن الكبرى و على مقاعد الدراسة و أحيانا في المطاعم الفلسطينة التي يؤمها كثير من اليهود للأكل فيها، أما الأغلبية فيتكهرب عند رؤيتهم ولا يتعامل معهم إطلاقا” و بعد كل هذه التقسيمات يبقى العربي الجيد كما طرحت حركة “حيروت” الإسرائيلية في اعلانها الانتخابي المسموع الأول “العربي الجيد هو ليس العربي الميت”.

وتبقى العلاقة معقدة وغير مفهومة فقد يلقى القبض مثلا على فدائي من عرب 48 في حين ان اخيه من ابيه وامه جندي (كما حصل بقرية بالجليل قبل سنوات قليلة)

اسرائيلي بالهوية وعربي بالمعاملة

“كتير مرات نستحي نرفع هويتنا ونفرجيها لأنو شي وضع على كاهلنا بعدم إرادة و كيأس من حلول تانية مطروحة” و بحرقة يحدثني نضال الذي تمكن بمعجزة من اجتياز فحص “بسيخومتري ” وهو فحص القبول في الجامعة وذلك بعد حصوله على شهادة “البجروت” ،عن يوم جامعي في حياته ” بالنسبة لإلهم كوني عربي يعني مشكوك بأمري دايما لازم يفتشوني على الباب بكل مرة بروح فيها على الجامعة ومن فوق لتحت وهذا بعد ما يطلبوا هويتي” ويتابع بعد أن يبتسم باستهزاء “نجلس عادة أنا وأصدقائي في المقاعد الأخيرة وبيننا عدة مقاعد فارغة ثم اليهود ،أحيانا يجلس قربنا بعض اليساريين وأحيانا يسمعنا البعض كلمات مزعجة فنرد عليها والتوتر هو سيد المواقف دائما” ويضيف”دائما منوشوش بعض هادا منهم ، انتبه ، بالظبط زي ماهنن بوشوشو بعض دير بالك هذا عربي”.

ونضال كأغلب أصدقائه يحلم بقراءة اسم فلسطين على جوازه و الإجابة على السؤال البديهي ” من أين أنت؟” ببديهية، يحلم بالتجول بأرضه دون مساءلات و استجوابات وحواجز تفتيش، وأن يتوقف استشهاد أهله عن لعب دور البطولة في النشرات الإخبارية و أحاديث السمر المدماة، ويدفع نضال نصف عمره لزيارة سوريا ” سوريا بتعنيلي كتير، السوريين أكتر شي قراب علينا تاريخهم و معاملتهم للاجئين اللي هوني مش كل شي محروم مرغوب بس الشعب نفسو ثوري و جدع و معروف تاريخو ،و أرض بتجنن على القليلة كما يبدو لي على التلفزيون”.

زينة ارحيم…سيريانيوز

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=42261

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.