سيريانيوز تلتقي معمرا سوريا في ال113 من عمره

له 146 حفيدا ووالده كان مع ابراهيم هنانو

ولد عام 1894كما يؤكد و تشير الروايات التي كان يحكيها ، و يعلّمها بنقاط علام تاريخية غادرت ذهن ابنه الجد الستيني وديع ، وفي هويته يظهر تاريخ 1912 ، وهو التاريخ الذي تشترك فيه كل الهويات التي عاشت في تلك الفترة بسبب “الحريق الكبير” الذي حدث بدائرة النفوس في ذلك العام ، و أدى إلى ضياع السجلات.

المعمر عبد القادر الحجي أو الكفري كما يعرف نسبة إلى القرية التي ولد وعاش فيها أول حياته وهي كفر يحمول وتقع قرب مدينة إدلب.

يعيش العم عبد القادر (أبو صبري) عند ابنه وديع ،  الذي مرر لسيريانيوز الحكايا التي يجد والده الآن صعوبة في تذكرها أو حتى روايتها.

أخبرنا وديع (أبو رائد) أن مؤرخا قال لهم أن “جده مصطفى الكفري و أخاه أحمد الكفري كانا من مناضيلي ثورة ابراهيم هنانو”، تزوج أبو صبحي مرتين ولديه 8 أولاد ،استشهد أحدهم أثناء أدائه للخدمة العسكرية بلبنان أثناء الاجتياح الاسرائيلي لها ، وله خمس بنات،و 146 حفيدا…

ولا يزال الحجي في لحظات ” الصفو ” يسأل عن أصدقائه القدامى الذين لم يبق منهم أحد ، ويذكرهم بالأسماء والهيئات و يسأل عن حالهم.

رمى نفسه من قطار يمشي و صارع خنزيرا لأربع ساعات

السفر برلك تحتل من ذاكرة العم عبد القادر حيزا مهما ، والعديد من رواياته كانت تدور في فلكها ، هرب أبو صبحي من السفر برلك إلى تركيا باسم مستعار ، هو حسين فارس ، وبقي فيها أبع سنوات من ال1926-1930، وبعد أن أرسلت السلطات التركية في سوريا ملففّه إلى استنبول مطالبة به، أمسكته قوات العصملّي ، و في طريق عودتهم إلى سوريا بالقطار ، قام بتضليلهم و رمى نفسه والقطار يسير ، ومشى حتى الأردن ، حيث بقي أربع سنوات أخرى.

الحكاية التي ” تتناقلها الأجيال حتى الآن” عن العم عبد القادر هي قصة صراعه مع خنزير بري لمدة أربع ساعات متواصلة.

بدأت الحكاية بعد أن أحرق “الغاب” فكشف ما بداخله من “وحوش” ، وفي يوم من أول أيام شباط عام 1952 “سمع أبي عن خنزير بري شرد في البرية ، فأخذ بارودته الألمانية وذهب باتجاهه ، ودخل في معركة حقيقية مع الخنزير دامت لمدة أربع ساعات كاملة، وأصبحت حدثا قدمت لتراه كل القرى المجاورة من معرة الأخوان و زردنة و الكفر، ولكن لم يجرؤ أحد على التدخل، وعندما كان الخنزير يرمي أبي كانت الجموع تبتعد ولم تنته المعركة حتى تدخل أخوه الأصغر منه مع خنجره و قتلا الخنزير”. You did not know these pointers.

وبأسف يقول أبو رائد ” الحكايا منه أحلى ألف مرة ، وهي ممتعة وشيقة تملؤها الحركة والإثارة ، وأنا كل مااتذكر الحكايا أشعر بالأسف على الحالة التي عليها أبي اليوم”.

يأكل طعاما طبيعيا و يمشي كثيرا ويدخن تنباكا عجميا

يهوى العم عبد القادر المشي وكان يمشي كل يوم 8 كم منذ عام 1948 حتى 1959 ، وهي المسافة التي تفصل بين المحل الذي كان يملكه في قرية معرة مصرين وبيته في كفر يحمول.

ويتناول أبو صحبي ثلاث وجبات نظامية، الفطور عادة يكون بعد صلاة الصبح حوالي الساعة السادسة صباحا ، يتناول فيه البيض واللبن والحليب والعسل ” الأصليين والطبيعيين”.

والضهر وجبة غداء ” طبخ ” ، و المسا يأكل حواضر ” من الأرض مو مرتديلا و زبدة ….”.

أما عن نومه فهو ينام باكرا ، عندما لا يكون هناك سهرات ، وهو من عشاق السهر والجلسات العربية والقهوة ..حتى عندما أحضر حفيده القهوة لنا ناداه العم عبد القادر وهو يشير بيده إلى القهوة فقال له ” يا جدو إنت بدون القهوة يصيبك القلق و لا تستطيع النوم مو ناقصك”.

يدخن العم عبد القادر “دخان لف” ، وهو عبارة عن علبة تحتوي على رقاقات سجائر مع التبغ يتم لفها يدويا، كما أنه يكثر من شرب “التنباك العجمي” وهو “غير المعسل المصبغ والملون والمنكه تبع هي الأيام “.

وضغط أبو صبحي طبيعي كما سكّره وكل مؤشراته الحيوية، وجسمه ” أفضل من أجسام الشباب وعظامه حديد الحمد لله “، ومايعاني منه هو فقط “الشيخوخة التي أخذته منا منذ ثلاث سنوات” وأصبح “يضيّع”، و”تراجعت ذاكرته وقوته كثيرا”.

قصص من حلبات المصارعة

العم عبد القادر وأخوه ناجي الذي يبلغ من العمر 105 أعوام كانا “مصارعين محترفين واسمهما مسجل في نادي حلب للمصارعة “وذلك عندما كانت إدلب تابعة لمحافظة حلب بأول الستينات، ولكن ناجي كان أكثر ولعا باللعبة من عبد القادر.

ويحتفظ وديع بصورة لعمه ناجي تعود لعام 1962 وفيها “ينقض ناجي على منافسه التركي” ، وهنا تتدخل ابنة العم ناجي نجاح لتروي لنا تفاصيل هذه المباراة التي ” خلدت اسم والدها “، حيث ” صرع منافسه التركي مرتين ولكن الحكم المتحيز للاعب التركي لم يحسبهما له فصرعه الثالثة ، وقام بقلبه رأسا على عقب و أدخل رأسه في كرسي من القش ، وحمله مشجعوه حتى قريته على أكتافهم “.

وتقول نجاح إن والدها لا يزال يبكي كلما رأى هذه الصورة فهو ” يقارن وضعه في تلك الأيام والآن “.

العم عبد القادر لم يشارك في لعبة المصارعة سوى بجولتين واحدة بأنطاكية والأخرى بحلب ، وانتصر في كلا الجولتين ، فهو ” كان مصارعا وفي نفس الوقت ، الأول في حل الصراعات والنزاعات ، فما إن يسمع بحدوث خلاف أو نزاع بين شخصين حتى يتدخل ويسعى للمصالحة مع وجاهة الضيعة”.

ومن حكيات الحلبة التي يرويها الحجي عن قساوة المصارعة و صعوبتها وأنها مميته “فقد شاهد يوما جولة قام فيها أحد اللاعبين بقطع أذن اللاعب الثاني وأعطاه إياها طالبا منه أن يصنع منها (ششبرك) ، فقام الثاني بانتزاع أحشاء الثاني وطلب منه أن يصنع منها (غمّة) وهي عبارة عن أحشاء الخراف المحشوة بالأرز “.

وقبل أن أودع العم عبد القادر دخلت أصغر أحفاده  أنسام لتجلس بقرب والد جدها ،بابتسامتها المفعمة بالحياة ونظرات متساءلة عن الرجل الكبير الجالس بجوارها والذي يأكل مايشبه طعامها، ويتحدث بلغة تشبه لغتها.

زينة ارحيم ….سيريانيوز

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=48054

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.