«الوردة الدمشقية» في طريقها الى التسجيل دولياً



  • ورد إسم الوردة الدمشقية في الإلياذة والأوديسا، وأدخلتها الشاعرة «سافو» ذاكرة الإغريق عندما سمتها «ملكة الأزهار» في القرن السادس قبل الميلاد. استخدمها وليم شكسبير كأدة تشبيه في وصفه للجمال. أما نزار قباني فأوصى بحفظها في قصيدته الدمشقية قائلاً «أنا وردتكم الدمشقية يا أهل الشام، فمن وجدني منكم ليضعني في أول مزهرية».
    ارتباط اسم الوردة بدمشق لا يعني ارتباطها بالعاصمة السورية دولياً وقانونياً. وهذا ما دفع الصندوق السوري لتنمية الريف (فردوس) إلى التواصل مع الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة والمصادر البيئية (ICUN) والهيئات الدولية، لتسجيل مواصفاتها واسمها كوردة سورية. وتفيد مديرة مشروع «الفرودس» ديمة منجّد بأنه «في البداية كنا نحتاح إلى معرفة خصائص الوردة الموجودة لتسجيل اسمها دولياً، فأعددنا دراسة عنها ثم انتقلنا للبحث في حقوق الملكية».
    وللوردة الدمشقية شهرةً عالميةً لما تتمتع به من خصائص، فهي تدخل في تركيب العديد من العطور، ويستعمل زيتها في الصناعات التجميلية والدوائية كمهدّئ للأعصاب ومنشط للدورة الدموية والكبد والمرارة. ويرجّح المؤرخ سامي مبيض وصول الوردة الدمشقية إلى أوروبا عبر طبيب الملك هنري الثامن عام 1540. ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من زيت الورد الشامي ما بين 10 إلى 12 ألف دولار وهو يحتاج الى أربعة أطنان من الورد.
    تنبت الوردة في شكل شجيرة تمتاز بتحملها قساوة الظروف البيئية المختلفة، وثمارها حمراء اللون غنية بفيتامين (سي)، ويقال إن البحارة كانوا يحملونها معهم للوقاية من مرض الاسقربوط.
    وتنتشر «داماسكينا روز» كما يسميها  بعض الدراسات في منطقة القلمون (بريف دمشق) ويبرود، وتتراوح أعدادها في المناطق الجافة والبعلية بين 250 إلى 300 بُرعم تقريباً، وبين 1500 و2000 برعم للشجيرات المروية. أما قريتها العابقة برائحتها والمرتبطة باسمها فهي «المراح» القريبة من مدينة النبك. في هذه القرية يرتبط اسم معلم المدرسة أمين البيطار (75 سنة) بهذه الوردة الجميلة، كما يقول أهل المراح. ويؤكد البيطار «أخلصت عائلتنا للوردة وزراعتها، ولأجلها لم يلحقوا بالركب المهاجر من القرية وراء المال».
    ولتحديد أكثر منتجات الوردة جدوى اقتصادية، تعدّ «الفردوس» حالياً دراسةً للسوق «تقدِّم على أساسها الأجهزة والمواد اللازمة لجمعية محلية تعنى بإحياء الوردة»، كما تشير المنجّد. وتضيف: «نهدف إلى أن تصل هذه الجمعية إلى إدارة كل إنتاج القرية من الوردة، ما ينهي تحكم الباعة بالأسعار نتيجة البيع الفردي.

زينة ارحيم ….صحيفة الحياة

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/181317

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.